مذكرات عابر سبيل
مسالم حد الجبن. لا أزور ولا أزار ، لامال - عندي- ولا بنين ، ولابيت ، ولا شيء من حطام الدنيا . فقير إلى حد المسغبة.
<BLOCKQUOTE>
<BLOCKQUOTE>
أسير في الزحام الخانق " تحت الحيط " لا أنظر إلا لموقع قدمي ، ليس لي رغبة في الظهور ،أو النبش في الأمور. منكمش - أبدا - متضائل. عابس وكأن وجهي خال من عضلات الضحك .أركض منذ زمن بعيد تحت الشمس التي يحلو لها أن تلهب ظهري ، والزمن يركض خلفي ويضيف في كل لحظة إلى تفاصيلي بصمة من بصماته . والمدينة الإسمنتية المسعورة تستأصل ما تبقى من فرح ، ونزق ، وتزرع في الإسفلت البرودة والموت . وتوزع الأقنعة على الوجوه ، جاعلة من الوقت كائنا ضبابيا ، لا تكتمل ملا محه أبدا. راسمة العواطف والخلجات بألوان زجاجية .
أسير تحت الإعلانات الضوئية المستفزة فأحس بالضآلة . وكأني _ بين الأجساد المتشابكة الرائحة الغادية ، والأحذية والبدل ، واللحى، والنظرات الشبقية المتبادلة ، والغزل الفج، والشتائم ،والسباب ، ورائحة العرق ، والتراب ، وبقايا السمك والقمامة، وصفير الشرطي ، ونزق السيارات المجنونة، ووقاحة القدود الكاسية العارية ، وتمايل السكارى ، واللصوص ، والقوادين ، والقتلة ، والباعة المتجولين، والفتن المتهادية على أرصفة الشوارع ، والمتسولين _ نملة سوداء تبحت عن شيء في جبال من هشيم. نملة تبدو نحيفة عجفاء ، ترتفع بها أعاصير الحياة ثم تهوي بها إلى قرار سحيق.وهي مستسلمة لاتملك لنفسها شيئا 16]منذ ألقت بي أم مفترضة على سفح عمارة بارد ، _ بعد أن دست في فمي " لهاية " ووضعت في حضني قالب سكر ، و 20 درهما. ثم ذابت في الزحام ._ أصبحت رقيقا ، ينادى علي في الأسواق ... احترقت في أتون الأفرنة ، وزحفت خلف عربات التين الشوكي ، ونؤت تحت أثقال الصناديق في الميناء والأسواق ، وتورمت قفاي من " التقداح " والصفع . وانتفخت مؤخرتي من .... ومرت بي كل السجون والمنافي والعذابات .
أسير تحت الإعلانات الضوئية المستفزة فأحس بالضآلة . وكأني _ بين الأجساد المتشابكة الرائحة الغادية ، والأحذية والبدل ، واللحى، والنظرات الشبقية المتبادلة ، والغزل الفج، والشتائم ،والسباب ، ورائحة العرق ، والتراب ، وبقايا السمك والقمامة، وصفير الشرطي ، ونزق السيارات المجنونة، ووقاحة القدود الكاسية العارية ، وتمايل السكارى ، واللصوص ، والقوادين ، والقتلة ، والباعة المتجولين، والفتن المتهادية على أرصفة الشوارع ، والمتسولين _ نملة سوداء تبحت عن شيء في جبال من هشيم. نملة تبدو نحيفة عجفاء ، ترتفع بها أعاصير الحياة ثم تهوي بها إلى قرار سحيق.وهي مستسلمة لاتملك لنفسها شيئا 16]منذ ألقت بي أم مفترضة على سفح عمارة بارد ، _ بعد أن دست في فمي " لهاية " ووضعت في حضني قالب سكر ، و 20 درهما. ثم ذابت في الزحام ._ أصبحت رقيقا ، ينادى علي في الأسواق ... احترقت في أتون الأفرنة ، وزحفت خلف عربات التين الشوكي ، ونؤت تحت أثقال الصناديق في الميناء والأسواق ، وتورمت قفاي من " التقداح " والصفع . وانتفخت مؤخرتي من .... ومرت بي كل السجون والمنافي والعذابات .
لم أعرف لي اسما ، ولا عنوانا ، ولم أحاول أن أعرف . فأنا لست حرا ، وليست لي رؤية لأنني _ ببساطة _ لم أكن حرا لأرى ، أو أستنتج ، أو أشعر بما يختلج في دواخلي ، فقد تساوى لدي كل شيء ، الحياة ، والفصول والناس والأيام ، والمشاعر. وكأن الكل مصاب بيرقان مزمن . ينعكس لونه الأصفر على السحن ، والأيام و اللحم والعظم ، والتراب والرمال، والمباني والأفكار ، والعلاقات والمشاعر.لو خنقتني أمي بعد صرخة الميلاد وأطفأت في جذوة الحياة، ولم تلق بي على سفح عمارة كجرد مسلوخ . لكفتني مؤونة الصراخ ، في عالم مجنون لايرى، ولا يسمع ، ولا يشعر. يدوس على أمثالي كما تداس الحشرات.
وها أنا أجد نفسي ميتا ، كما كان يجب أن يكون ..سكنت في كل حركة ، بعد أن مرت برودة الموت في أوصالي ، و في غيبوبة الموت تلك تراءت لي امرأة عارية ، تترنح تحت جسد يتحرك فوقها كدودة قبر، وبقربهما طفل مرمي على سفح عمارة في فيه " لهاية " ويحرسه قالب سكر.من "يوميات رجل خارج الإطار " استقيتها من حياة أحد المشردين في مدينة الدار البيضاء
وها أنا أجد نفسي ميتا ، كما كان يجب أن يكون ..سكنت في كل حركة ، بعد أن مرت برودة الموت في أوصالي ، و في غيبوبة الموت تلك تراءت لي امرأة عارية ، تترنح تحت جسد يتحرك فوقها كدودة قبر، وبقربهما طفل مرمي على سفح عمارة في فيه " لهاية " ويحرسه قالب سكر.من "يوميات رجل خارج الإطار " استقيتها من حياة أحد المشردين في مدينة الدار البيضاء