منتدى واحة الأدب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى واحة الأدب

للأدب والفنون


    مذكرات عابر السبيل

    المصطفى كووار
    المصطفى كووار
    المدير العام
    المدير العام


    عدد المساهمات : 86
    نقاط : 152
    تاريخ التسجيل : 27/11/2010
    العمر : 78

         مذكرات  عابر  السبيل Empty مذكرات عابر السبيل

    مُساهمة  المصطفى كووار الثلاثاء نوفمبر 30, 2010 9:36 am


    مذكرات عابر سبيل

    مسالم حد الجبن. لا أزور ولا أزار ، لامال - عندي- ولا بنين ، ولابيت ، ولا شيء من حطام الدنيا . فقير إلى حد المسغبة.

    <BLOCKQUOTE>
    <BLOCKQUOTE>
    أسير في الزحام الخانق " تحت الحيط " لا أنظر إلا لموقع قدمي ، ليس لي رغبة في الظهور ،أو النبش في الأمور. منكمش - أبدا - متضائل. عابس وكأن وجهي خال من عضلات الضحك .أركض منذ زمن بعيد تحت الشمس التي يحلو لها أن تلهب ظهري ، والزمن يركض خلفي ويضيف في كل لحظة إلى تفاصيلي بصمة من بصماته . والمدينة الإسمنتية المسعورة تستأصل ما تبقى من فرح ، ونزق ، وتزرع في الإسفلت البرودة والموت . وتوزع الأقنعة على الوجوه ، جاعلة من الوقت كائنا ضبابيا ، لا تكتمل ملا محه أبدا. راسمة العواطف والخلجات بألوان زجاجية .
    أسير تحت الإعلانات الضوئية المستفزة فأحس بالضآلة . وكأني _ بين الأجساد المتشابكة الرائحة الغادية ، والأحذية والبدل ، واللحى، والنظرات الشبقية المتبادلة ، والغزل الفج، والشتائم ،والسباب ، ورائحة العرق ، والتراب ، وبقايا السمك والقمامة، وصفير الشرطي ، ونزق السيارات المجنونة، ووقاحة القدود الكاسية العارية ، وتمايل السكارى ، واللصوص ، والقوادين ، والقتلة ، والباعة المتجولين، والفتن المتهادية على أرصفة الشوارع ، والمتسولين _ نملة سوداء تبحت عن شيء في جبال من هشيم. نملة تبدو نحيفة عجفاء ، ترتفع بها أعاصير الحياة ثم تهوي بها إلى قرار سحيق.وهي مستسلمة لاتملك لنفسها شيئا 16]منذ ألقت بي أم مفترضة على سفح عمارة بارد ، _ بعد أن دست في فمي " لهاية " ووضعت في حضني قالب سكر ، و 20 درهما. ثم ذابت في الزحام ._ أصبحت رقيقا ، ينادى علي في الأسواق ... احترقت في أتون الأفرنة ، وزحفت خلف عربات التين الشوكي ، ونؤت تحت أثقال الصناديق في الميناء والأسواق ، وتورمت قفاي من " التقداح " والصفع . وانتفخت مؤخرتي من .... ومرت بي كل السجون والمنافي والعذابات .
    لم أعرف لي اسما ، ولا عنوانا ، ولم أحاول أن أعرف . فأنا لست حرا ، وليست لي رؤية لأنني _ ببساطة _ لم أكن حرا لأرى ، أو أستنتج ، أو أشعر بما يختلج في دواخلي ، فقد تساوى لدي كل شيء ، الحياة ، والفصول والناس والأيام ، والمشاعر. وكأن الكل مصاب بيرقان مزمن . ينعكس لونه الأصفر على السحن ، والأيام و اللحم والعظم ، والتراب والرمال، والمباني والأفكار ، والعلاقات والمشاعر.لو خنقتني أمي بعد صرخة الميلاد وأطفأت في جذوة الحياة، ولم تلق بي على سفح عمارة كجرد مسلوخ . لكفتني مؤونة الصراخ ، في عالم مجنون لايرى، ولا يسمع ، ولا يشعر. يدوس على أمثالي كما تداس الحشرات.
    وها أنا أجد نفسي ميتا ، كما كان يجب أن يكون ..سكنت في كل حركة ، بعد أن مرت برودة الموت في أوصالي ، و في غيبوبة الموت تلك تراءت لي امرأة عارية ، تترنح تحت جسد يتحرك فوقها كدودة قبر، وبقربهما طفل مرمي على سفح عمارة في فيه " لهاية " ويحرسه قالب سكر.من "يوميات رجل خارج الإطار " استقيتها من حياة أحد المشردين في مدينة الدار البيضاء
    </BLOCKQUOTE></BLOCKQUOTE>

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت أبريل 27, 2024 9:25 am