إليك مصطفى سلمات في عليائك
أخي الحبيب...
وها أنت ترحل عنا إلى رحاب رب جميل كريم غفور رحيم . ترحل بعد عمر من أمل وتعب .
مذ عرفتك أخي _ونحن أطفال نخطو خطواتنا الأولى في الحياة _ عرفت فيك مصطفى المتواضع الفقير ، الجميل ، عرفت فيك الإنسان المغربي القح ، ببساطته وتواضعه ، وبسمته التي لاتفارق شفتيه . بجده واجتهاده . وكنت صديقي العزيز قائد المجموعة ورائدها ، تجمعنا بعد عناء المدرسة ، لنتشاغب ، ونحلم ، ونحكي ، ونخطط لغد لامعالم له. عرفتك الدروب والأزقة وشوارع البيضاء ورسمت لك صورة جميلة في وجدانها ، وتاريخها وجعلت منك معلمة من معالمها الخالدة ..
وفرقتنا الأيام ولم أعد أراك إلا لماما ، فكلما عدت إلى البيضاء ، وبحثت عنك وجدتك مسافرا، فطال زمن الفرقة ، لكنك لم تغادر الخاطر ، ولا غبت عني . فقد كنت أطفئء لهب الشوق إليك بمتابعتك فتوحاتك المسرحية والفنية ، فأسر لنجاحاتك المتواصلة .
يوم جمعتني الظروف بصديقنا الرائع '' مرجان عبد الكريم'' _في مكتبه بعمالة تزنيت في الثمانينات _. ذاك الجميل النقي البهي الذي لم تغره السلطة زلا المال فخرج كما دخل بسمعة طيبة وكرامة وكبرياء، والذي جمعتنا به بساطة ولد لمدينة وقيمه ، وأخلاقه ، ونزاهته._
سألته عنك ،فاستفاض في الحديث وقد زرته منذ مدة قليلة ، وسافرت قبل أن أصل أنا.. قال عنك الكثير وعن معاناتك في دروب الفن وعن وعن وعن .... كم تمنيت لحظتها لو كنت بيننا لنستعيد الذكريات الجميلة.
وها أنا أرثيك في هذه العجالة ، بعد أن جاءني نعيك هذا الصباح على صفحات مطر _ والشكر موصول للأخ منير_
ولا أخفيك أن إحساسا غامضا حزينا حارقا انتابني وأنا أتتبع حفل تكريمك الأخير على شاشة التلفزة ، فقد أحسست أنها حفلة وداع ... فقد كنت واهنا ذاويا ، في نظراتك ذهول الموتى وعلى وجهك علامات الرحيل.
أخي العزيز
يعتصرني الألم ، ويغرقني الأسى والحزن في بحر من دموع. ستذكرك الدار البيضاء ، ودروبها ، وستذكرك المسارح يامن كنت فارسها وبطلها ، وستذكرك الأجيال فما كنت قليلا ضئيلا . بل قمة شماء أعطت لبلدط التي تحبه شامة جمال وفن اسمها سلامات لن تمحوها أو يزيلها توالي الشهور والسنين.
عزائي لأسرتك المكلومة ولأصدقائك ، ولمدينتك التي افتقدتك ، ولوطنك الذي أحببته حبا أسطوريا ، وللمغربة الذين أحبوك .. وللفنانين الذين افتقدوك فنانا قديرا ، وأستاذا موجها ومرشدا.
رحمك الله
يامصطفى وجعل قبرك رياض من رياض الجنة ، وبعثك مقاما محمودا في رحاب الرضا والمغفرة .
ولاحول ولا قوة إلا بالله ، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
أخي الحبيب...
وها أنت ترحل عنا إلى رحاب رب جميل كريم غفور رحيم . ترحل بعد عمر من أمل وتعب .
مذ عرفتك أخي _ونحن أطفال نخطو خطواتنا الأولى في الحياة _ عرفت فيك مصطفى المتواضع الفقير ، الجميل ، عرفت فيك الإنسان المغربي القح ، ببساطته وتواضعه ، وبسمته التي لاتفارق شفتيه . بجده واجتهاده . وكنت صديقي العزيز قائد المجموعة ورائدها ، تجمعنا بعد عناء المدرسة ، لنتشاغب ، ونحلم ، ونحكي ، ونخطط لغد لامعالم له. عرفتك الدروب والأزقة وشوارع البيضاء ورسمت لك صورة جميلة في وجدانها ، وتاريخها وجعلت منك معلمة من معالمها الخالدة ..
وفرقتنا الأيام ولم أعد أراك إلا لماما ، فكلما عدت إلى البيضاء ، وبحثت عنك وجدتك مسافرا، فطال زمن الفرقة ، لكنك لم تغادر الخاطر ، ولا غبت عني . فقد كنت أطفئء لهب الشوق إليك بمتابعتك فتوحاتك المسرحية والفنية ، فأسر لنجاحاتك المتواصلة .
يوم جمعتني الظروف بصديقنا الرائع '' مرجان عبد الكريم'' _في مكتبه بعمالة تزنيت في الثمانينات _. ذاك الجميل النقي البهي الذي لم تغره السلطة زلا المال فخرج كما دخل بسمعة طيبة وكرامة وكبرياء، والذي جمعتنا به بساطة ولد لمدينة وقيمه ، وأخلاقه ، ونزاهته._
سألته عنك ،فاستفاض في الحديث وقد زرته منذ مدة قليلة ، وسافرت قبل أن أصل أنا.. قال عنك الكثير وعن معاناتك في دروب الفن وعن وعن وعن .... كم تمنيت لحظتها لو كنت بيننا لنستعيد الذكريات الجميلة.
وها أنا أرثيك في هذه العجالة ، بعد أن جاءني نعيك هذا الصباح على صفحات مطر _ والشكر موصول للأخ منير_
ولا أخفيك أن إحساسا غامضا حزينا حارقا انتابني وأنا أتتبع حفل تكريمك الأخير على شاشة التلفزة ، فقد أحسست أنها حفلة وداع ... فقد كنت واهنا ذاويا ، في نظراتك ذهول الموتى وعلى وجهك علامات الرحيل.
أخي العزيز
يعتصرني الألم ، ويغرقني الأسى والحزن في بحر من دموع. ستذكرك الدار البيضاء ، ودروبها ، وستذكرك المسارح يامن كنت فارسها وبطلها ، وستذكرك الأجيال فما كنت قليلا ضئيلا . بل قمة شماء أعطت لبلدط التي تحبه شامة جمال وفن اسمها سلامات لن تمحوها أو يزيلها توالي الشهور والسنين.
عزائي لأسرتك المكلومة ولأصدقائك ، ولمدينتك التي افتقدتك ، ولوطنك الذي أحببته حبا أسطوريا ، وللمغربة الذين أحبوك .. وللفنانين الذين افتقدوك فنانا قديرا ، وأستاذا موجها ومرشدا.
رحمك الله
يامصطفى وجعل قبرك رياض من رياض الجنة ، وبعثك مقاما محمودا في رحاب الرضا والمغفرة .
ولاحول ولا قوة إلا بالله ، وإنا لله وإنا إليه راجعون.